تذبذب أسعار النفط- تحديات المعروض وجهود التعافي وآفاق المستقبل

المؤلف: أمنية خضري (الشارقة)08.09.2025
تذبذب أسعار النفط- تحديات المعروض وجهود التعافي وآفاق المستقبل

تشير الدلائل إلى وجود مساعٍ بيعية جلية في أسعار النفط خلال أسبوعين مضيا، ويتضح ذلك من خلال تكون ذيول طويلة للشموع مقارنة بأجسادها، مما يعكس وصول المؤشر إلى مستويات مقاومة راسخة تدفع الأسعار إلى الانخفاض، وذلك في ظل عجز المشترين عن تجاوز هذه المستويات على مدار 15 يومًا. وبلغ أعلى مدى سعري خلال هذه الفترة 51.94 دولارًا للبرميل لخام النفط، و53.73 دولارًا للبرميل لنفط برنت، الذي شهد هبوطًا هذا الأسبوع ليبلغ 51.13 دولارًا للبرميل كأقل مستوى، قبل أن يعاود الارتفاع تدريجيًا بنحو أقل من دولار. وحول احتمالية تجاوز الأسعار الحالية، أوضح رائد الخضر، كبير المحللين في إحدى شركات البورصة، من الناحية الفنية، أن "استقرار نفط برنت فوق مستوى 51 دولارًا للبرميل، ثم تجاوزه إلى ما فوق 52 دولارًا للبرميل، يبقي الأمل قائمًا في تحقيق زيادة مدعومة بتصاعد حدة المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كما أن الترقب لاجتماع "أوبك" في نوفمبر القادم سيكون له انعكاسات مباشرة. وبالتالي، فإن إيجابية هذه العوامل ستدفع بالمؤشر إلى مستويات تتخطى 60 دولارًا للبرميل، ولكن قبل ذلك، لا بد من تخطي بعض المقاومات الأساسية، وعلى رأسها مستوى 54 دولارًا للبرميل مع الثبات فوقه. وأكد الخضر استمرار العوامل التي ستدعم ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 60 دولارًا خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يأتي من خلال تراجع مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع السادس على التوالي، الأمر الذي سيشجع بدوره على زيادة معدل الطلب خلال الفترة القادمة. وأردف قائلاً: "إن ضعف الدولار الأمريكي منذ بداية الأسبوع قد ساهم في دفع أسعار النفط نحو الارتفاع، مدعومًا بالتفاؤل بشأن إمكانية ارتفاع الطلب خلال الفترة المقبلة. وتبقى البيانات الصادرة عن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مؤشرًا على إمكانية زيادة الطلب، حيث جاءت نتائج الربع الثالث مطابقة للتوقعات عند مستويات نمو بنسبة 6.7%، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي، خاصةً وأن قراءة الإنتاج الصناعي متراجعة عند معدل نسبته 6.1%، وهي أقل من التوقعات التي كانت عند 6.4%. وبالتالي، فإن أي انتعاش في الصناعة الصينية سيدعم بلا شك أسعار النفط". يأتي ذلك في الوقت الذي اختتمت فيه أسعار النفط تعاملاتها خلال الجلسة قبل الأخيرة على انخفاض بأكثر من 2%، بالتزامن مع توجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى منطقة الشرق الأوسط لتعزيز الاتفاقات المبرمة بين الدول المنتجة للنفط بهدف الوصول إلى أسعار منصفة، إلا أن الرئيس لم يكشف عن أسماء رؤساء الدول الذين سيلتقي بهم خلال جولته التي تستغرق أربعة أيام. وأضاف الخضر: "هناك جهود واضحة تبذلها الدول المنتجة للنفط للتغلب على مشكلة وفرة المعروض، سواء من خلال تثبيت الإنتاج أو خفضه وفقًا للتصريحات الصادرة عن الدول المنتجة، إلا أن الدعم الحقيقي لأسواق النفط يتطلب شراكة فعلية واتفاقًا مشتركًا بين المنتجين داخل منظمة "أوبك" وخارجها". وفي سياق متصل بتصريحات وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، أوضح الخضر أن "تصريحات الفالح أشارت إلى قرب نهاية المسار الهبوطي لأسعار النفط، وكان ترحيبه بزيادة منصات الحفر الجديدة مؤشراً على أن إنتاج النفط غير التقليدي سيساهم في تلبية نمو الطلب العالمي". وفي ظل هذه التطورات، أعلنت وزارة الاقتصاد الروسية أمس (الجمعة) أن البحث جارٍ عن مستثمرين محتملين لشراء حصة تبلغ 19.5% من شركة روسنفت، والتي تعتزم الحكومة بيعها هذا العام، مضيفةً أن شركة النفط التي تديرها الدولة قد تشتري جزءًا من أسهمها. وأفادت الوزارة بأن "قيمة روسنفت قد ارتفعت بعد استحواذها على حصة تبلغ 50.1% في باشنفت، وأن الميزانية ستحصل على مبالغ طائلة نتيجة لصفقة خصخصة شركة روسنفت".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة